السعودية والرياضة- رؤية تحوّل المملكة إلى قوة رياضية عالمية

المؤلف: سلطان السعد القحطاني08.31.2025
السعودية والرياضة- رؤية تحوّل المملكة إلى قوة رياضية عالمية

لسنوات طوال، ظلّت شكوك تحوم حول قدرة المملكة العربية السعودية على أن تصبح قوة مؤثرة وفاعلة في عالم الرياضة على المستوى العالمي. تعرّضت مبادرتها الرياضية الطموحة لانتقادات جمة، ووصفت بعض الأطراف الدولية الاستثمارات السعودية في المجال الرياضي بأوصاف سلبية، واتهمتها بما يسمى "التبييض الرياضي"، في محاولة واضحة للتشكيك في دوافعها النبيلة أو التقليل من شأن الخطوات الحثيثة التي تتخذها.

إلا أن المملكة العربية السعودية، وكما عهدناها دائمًا، لم تكترث لتلك الأصوات النشاز، ومضت قُدماً بكل ثقة وعزيمة في تنفيذ رؤيتها الطموحة. وها هي التجربة اليوم تثبت بجلاء أنها كانت على صواب، وأن الذين شككوا في مشروعها الرائد كانوا على خطأ بيّن. والدليل الأبرز على ذلك جاء من قلب ميدان كرة القدم، عندما تصدّر نادي الهلال السعودي عناوين الأخبار العالمية بأدائه الباهر والمذهل في كأس العالم للأندية، ووصوله إلى مراحل متقدمة أبهرت العالم أجمع.

هذا الإنجاز الاستثنائي لم يكن ضربة حظ أو وليد الصدفة، بل هو نتيجة مباشرة لرؤية وطنية واضحة المعالم، تقودها إرادة سياسية واعية وحكيمة، متمثلة في صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي آمن إيمانًا راسخًا بأن الرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي عابر، بل هي رافعة اقتصادية وثقافية وسياحية هامة، وأداة إستراتيجية فاعلة للتواصل الحضاري مع العالم. لذلك، أصبح الاستثمار في الرياضة جزءًا لا يتجزأ من مشروع تنموي شامل ومتكامل يتماشى مع بقية أهداف "رؤية السعودية 2030" الطموحة.

وعلى الرغم من الحملات الشرسة التي استهدفت النجوم العالميين الذين اختاروا الانضمام إلى الدوري السعودي، فإن مستواهم الرفيع، والمستوى المتميز الذي وصلت إليه الفرق السعودية، كان كفيلاً وحده بقلب الموازين وتغيير الصورة النمطية. هؤلاء اللاعبون لم يبرهنوا فقط على صواب قرارهم الجريء، بل أصبحوا أيضًا جزءًا لا يتجزأ من قصة نجاح أسطورية تعكس تحول المملكة إلى مركز جذب رياضي عالمي مرموق.

الرياضة في المملكة العربية السعودية اليوم ليست مجرد منافسة رياضية داخل المستطيل الأخضر، بل هي مشروع وطني متكامل الأركان، يهدف إلى الترويج لاسم المملكة وتعزيز مكانتها وصورتها على الساحة الدولية، وخلق فرص اقتصادية واعدة، وتطوير الكوادر الوطنية الشابة.

باختصار شديد، يمكن القول إن المشروع الرياضي السعودي لم ينجح فقط في الارتقاء بمستوى اللعبة، بل نجح أيضًا وبجدارة في تغيير النظرة العالمية تجاه المملكة. وبهذا، تثبت المملكة العربية السعودية مرة أخرى أنها تعرف جيدًا طريق المستقبل، حتى لو لم يره الآخرون بعد.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة